هيئة العمل الإنساني تستجيب لنداء المدنيين في ريف إدلب…
تكثف الطائرات الحربية الروسية والسورية قصفها على مناطق متعددة من ريف إدلب ولا سيما المدن الكبيرة التي تحوي عدداً كبيراً من المدنيين , وتعد مدينة معرة النعمان من أكثر المدن التي تعرضت إلى قصف مباشر على المنازل السكنية في ريف إدلب , الأمر الذي أجبر أهل المدينة على الخروج منها والبحث عن مأوى جديد .
يقول ناشطون إن أكثر من سبعين ألف مدني داخل المدينة معظمهم لا يستطيع الخروج بسبب كثافة القصف وعدم توفر سيارات نقل لإخراج عائلاتهم ومتاعهم إلى مناطق أقل خطورة , الأمر الذي دفعهم لتوجيه نداءات استغاثة للمنظمات والمؤسسات العاملة في الداخل السوري .
وبعد انتشار النداءات استجابت بعض المنظمات وقامت بتأمين سيارات نقل لإخراج المدنيين من أخطر المدن المأهولة في العالم .
شاركت هيئة العمل الإنساني في إجلاء أهل المدينة المحتاجين وسخرت كل قدراتها في سبيل إخراج العائلات بما فيهم من أطفال ومستضعفين إلى مراكز إيواء في مناطق أقل خطورة وذلك ضمن حملة ” الاستجابة الطارئة ” .
في اليوم الأول من الحملة خرجت 6 سيارات لهيئة العمل الإنساني بعد تنسيق مع العائلات داخل مدينة معرة النعمان نقلت في اليوم الأول 20 عائلة تقريباً , وفي اليوم الثاني وسعت هيئة العمل مشاركتها في الحملة وأمنت 9 سيارات لنقل من يريد الخروج , ولا تزال حملة ” الاستجابة الطارئة ” مستمرة حتى يأمن المدنيون .
مشاهد من المعرة :
يقول أهل المعرة الذين خرجوا منها أن المدينة لم تعد صالحة للسكن بكل المقاييس فالقصف لا يهدأ أبداً على المنازل السكنية والأفران كلها متوقفة عن العمل والمشافي والمدارس والنقاط الطبية كلها خرجت عن الخدمة .
وقال ” زكريا أنيس ” نائب مدير هيئة العمل الإنساني : ( دخلنا إلى المعرة وكانت الأجواء سيئة للغاية , الأطفال يبكون ويهربون إلى الملاجئ والكل يريد الخروج من المدينة , النساء تبكي وتنتظر من ينقذهم من جحيم القصف )
وأضاف “أنيس” ( لا نعرف ما سبب كل هذا التخاذل , الناس تموت ولا أحد يقدم لهم يد العون , نحاول مساعدتهم بما نستطيع لكن إمكانياتنا لا تسمح لنا بالاستمرار لفترة طويلة إن استمر الأمر على ما هو عليه )
يذكر أن هيئة العمل الإنساني شاركت في السنوات السابقة في حملات نقل المهجرين من الغوطة وحلب وحمص ومناطق من ريف إدلب على نطاق توزيع مستلزمات طارئة للمهجرين ونقلهم عن طريق سيارات تأمنها هيئة العمل .
محمد الهادي | هيئة العمل الإنساني .